الذى دعت اليه صحيفة اليوم السابع فى ذكرى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=40244
و قد وضعتها هنا ،مع بعض التعديلات البسيطة فى التعليق بما لا يؤثر على معنى ما قلته
بالإضافة الى تغيير عنوان التعليق بعنوانفى إنتظار الزعيم الملهم
بدلاً منأسرى أحلام الزعامة
استمع فقط الى كلمات تتر البداية فى مسلسل ناصر
(3)
لكن عبد الناصر ، رغم أخطاؤه الكثيرة ، الا أنه كبر فى عينى كثيراً بخطاب التنحى ، خطاب التنحى يغفر له كل ما سبق ، او على الأقل يطهره من دنس خطاياه الكثيرة السابقة .
فيكفى انه وقف وقفة مصارحة مع الشعب المصرى ، ليتحمل المسئولية كاملةلم يقل لا ده عبد الحكيم السبب و لا فلان السبب ، وقف بكل قوته ليعلن مسئولية ، قال فى خطابه - الذى مازلت كل ما اسمعه اشعر بقشعريرة فى جلدى و رغبة شديدة فى البكاء
-وأقول لكم بصدق - وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة - فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر.
الجميل ان ناصر وقف ليتحمل مسئوليته عن الخطأ ، و هو يختلف عن تحمل المسئولية و أداء المهمات المفروضة ..
فالرئيس مبارك يقول دائماً فى خطبه ، أؤدى واجبى أمام الشعب ، و لا أتخلى عن مسئولياتي ، لكنه أبداً لا يعترف بتحمله مسئولياته عند الخطأ أبداً ، فالكل يرجم الحكومة بالأخطاء و لا يعترف الرئيس أيضاً أنه مسئول عن أخطائه
.و رغم أننا لا يوجد لدينا محاسبة للرئيس – لا محاسبة للوزراء أصلاً فما بالك بالرئيس – الا ان خطاب التنحى يعد محاسبة ذاتية من ناصر لنفسه .
(4)
بقى أن أقول فى الختام أننا لا نحتاج الأن الى زعماء ملهمين يقودون الشعوب التى تقف نظرة اعجاب و انبهار بهذا الزعيم او ذاك ،نحن نحتاج الى رجال أكفاء لديهم ضمير يقظ ، يؤدون واجبهم بحق ، يخضعون للمحاسبة عند الخطأ ، يتخلون قليلاً عن فكرة انهم يجب ان يقوموا بكل شىء كمنصب الرئيس ، و يتخلى من تحته من وزراء عن العبارة الشهيرة طبقاً لتوجيهات السيد الرئيس سوف و سوف
و نحتاج أن نعرف أن بناء الوطن فرض عين على كل مصرى ، و ليس فرض كفاية اذا فعله واحد سقط عن الأخرين ذنب التقاعس عنه .
لا مانع من أن يكون هناك شخص واحد يطلق اشارة البدء شريطةأن يعمل الكل و هو أولهم ، و ليس أن يكون عليه اطلاق اشارة البدء و القيام بكل شىء بعده ، و نظل نحن نحمله كل الواجبات فهو ماما و بابا و أنور وجدى و كل شىء ، ثم اذا رحل نظل نصرخ و نناديه ان يأتيه لنا مرة أخرى بينما نحن جالسون كالتنابلة أو كالمسطولين و لسان حالنا يقول يا عم بقى ما تيجى بقى انت مش عايز تجى ليه !!!كفانا شعارات من عينة اين انت يا عبد الناصر ، اين انت يا صلاح الدين !!