بقلم الراحل النبيل : أ/ مجدى مهنا
رحمه الله
في داخل برواز صغير.. وتحت عنوان «اعتذار» أو «استدراك» نكتب عبارة «سقط سهواً اسم فلان من هذا الخبر».. والقيادات الصحفية السابقة التي كانت شهرتها كالطبل، ونفوذها يمتد إلي «سابع سما»، وكلمتها مسموعة ولا ترد.. سقطت سهواً هي الأخري. في الحفلات العامة وحتي الخاصة، لم تعد تشاهدها، وفي المناسبات الرسمية اختفت ولم يعد لها وجود أو أثر. اذهب إلي أي مكان، لا وجود ولا أثر لها، سوي في المقالات التي يكتبونها وتوقع بأسمائهم. هل فقد هؤلاء بريقهم وسطوتهم وسلطانهم وقوتهم الجبارة، بعد أن فقدوا مناصبهم ونزلوا عن عروشهم؟ هل كانت قوتهم مستمدة من الكرسي الذي يجلسون عليه، ومن اتصالهم بالسلطة وبالحكومة وبالأمن وبالرئاسة؟ وعندما تخلت عنهم الحكومة والأمن والأجهزة والرئاسة لم يتبق لهم شيء، يستندون إليه في نفوذهم وقوتهم وبريقهم، ولم تعد تسلط عليهم الأضواء.. وإنما أصبحت تسلط علي القيادات الصحفية الجديدة.. فالقيادات القديمة أخذت حقها وزيادة حبتين.. ومن حق القيادات الجديدة أن تتمتع بما كانت تتمتع به القيادات القديمة، ومن ثم تتكرر نفس اللعبة، ونفس القاعدة مع القيادات القديمة، عندما تصبح قديمة في يوم من الأيام! هل فكرت القيادات الجديدة في مثل هذا اليوم؟ هل فكرت في تجربة ودروس القيادات القديمة؟ هل فكرت أن تستمد نفوذها وقوتها من القارئ؟ ولن أقول القارئ وحده، فهذا ثمن من الصعب دفعه وتسديده.. ولكن إلي جانب السلطة والأمن.. عليها أن تعتمد علي القارئ، حتي يبقي لها القارئ.. عندما تذهب السلطة والأجهزة والتعليمات! هل السلطة عادلة في هذه اللعبة مع رجالها وأطفالها؟ أن تسقطهم من حساباتها عندما تتخلي عنهم وينزلون عن عروشهم الصغيرة؟ هل منطق السلطة «أنها استفادت منهم، وهم استفادوا منها»، وبالتالي لم يعد لدي السلطة ما تسدده لهم من ديون؟ فليس عليها أي ديون لهم.. والحساب يتم دفعه أولاً بأول! وليس من حق القيادات الصحفية، عندما تحصل علي لقب «قديمة» أن تطالب بأي شيء.. لأنها حصلت علي كل شيء.. والفاتورة مسددة بالكامل! هل سمع الجميع.. القيادات السابقة والحالية.. عن شيء اسمه «السمعة»، واحترام القارئ؟ هل استعدوا وعملوا حساباً لهذا اليوم.. الذي يغادرون فيه المنصب، والذي يفقدون فيه بريقهم وسلطتهم وسطوتهم؟ هل تعتقد القيادات الصحفية الحالية، مثلما توهمت واعتقدت القيادات السابقة أن المنصب والجاه والسلطان دائم لهم.. وأنهم لن ينزلوا من علي عروشهم؟! هل القارئ لا يهم القيادات الصحفية في شيء؟ فهي لا تعمل لحسابه.. وعليه ألا ينتظر أن تعمل له.. حالياً أو لاحقاً. وإذن فهي ليست مطالبة بتسديد فاتورته.. وهو عليه ألا ينتظر منها أن تعبر عنه! فاللعبة هي بين السلطة والأجهزة وبين تلك القيادات.. وليست بين القارئ وتلك القيادات! أين إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وسمير رجب؟ لماذا اختفوا؟ ولماذا سقطوا سهواً؟ ليس من فوق الورق.. فهذا ليس مهماً كثيراً.. بالنسبة لهم وبالنسبة للقارئ.. ولكن لماذا لم نعد نشاهدهم في الصور وفي الحفلات والمناسبات الرسمية والخاصة؟ هل توجه لهم الدعوة.. أم أن الدعوة لم تعد تصلهم.. لأنهم أصبحوا بلا عنوان تصلهم عليه.. فالعنوان والهوية والمكانة والنفوذ والجبروت.. فقدت جميعاً مع الكرسي، وهذه هي لعبة السلطة مع رجالها، لقد استفدتم واستفدنا، لقد كنتم تؤدون مهمة وحصلتم علي ثمنها، يا أحقرها من لعبة! فالثمن المدفوع فيها قليل قليل.. حتي ولو كان مال قارون.. فهو لا يساوي ذرة واحدة من ثقة واحترام القارئ.. لو يعلمون. هذه القاعدة لها استثناءات.. فهناك من حاول الحفاظ علي كسب السلطة وكسب القارئ معاً.. ولم يسلم نفسه للسلطة تماماً.. وهؤلاء لهم كل الاحترام.. ونشاهدهم أحياناً في المناسبات العامة والخاصة. |