بقلم الراحل مجدى مهنا - رحمه الله
١٩/ ٩/ ٢٠٠٦
---------------------
اليوم المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني الديمقراطي
اليوم أرجو أن تتوجه قلوبنا إلي الله سبحانه وتعالي.. لكي يخلصنا من هذا الحزب الجاثم علي صدور المصريين منذ ٢٨ عاما.. ويريد أن يستمر في حكم البلاد ثلاثين عاما مقبلة.
يارب متي تنعم البلاد بحكم ديمقراطي وبحياة نيابية سليمة، يا رب هل سيظل محكوما علي المصريين أن يعيشوا في حكم ديكتاتوري إلي ما لا نهاية؟ كل شيء مرهون بإرادة الحاكم الفرد، وحده هو الذي يقرر، وكل سلطات الدولة مسخرة لتنفيذ إرادته ومشيئته.
يا رب إلي متي سيظل الأفاقون والانتهازيون وسارقو قوت الشعب هم الذين يحصلون علي خيرات هذا البلد؟
يا رب لماذا يدور الحكم في فلك عدد من المسؤولين، لا يتغيرون أبدا؟.. وحتي إذا تغير بعضهم بحكم موازين القوي الجديدة.. فالآليات والسياسات واحدة.. وهي تركيز السلطة في خدمة دولة الفرد.
يا رب.. لماذا الشعب كله خارج معادلة الحكم.. لا وزن له.. ولا يسمح له بلعب أي دور في عملية صنع القرار.. وكل المطلوب منه هو مشاركته فقط في الانتخابات العامة التي تجري، وإذا لم يحسن الشعب الاختيار كما يريده الحزب الوطني، فمن حق الحزب الحاكم أن يزور الانتخابات، وأن يتدخل ويتلاعب في نتائجها كما حدث في المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية الماضية، وأن يغير من رغبة الشعب ومشيئته، وأن يختار بالنيابة عنه، ما يخدم مصالح الحزب الوطني، وليس مصالح الشعب نفسه، والمقابل هو موافقة نواب الوطني علي التشريعات التي يريدها والتي تزيد من قبضة أصحابه علي حكم البلاد.
يا رب كيف ترضي لنا بهذا الظلم وأنت أعدل العادلين؟ وكيف يرضي هذا الشعب بأن يحكم بهذه الطريقة التي تعود فيها خيرات البلاد إلي أسوأ أبنائها، وتحولت الأغلبية إلي أقلية في حصولها علي نصيبها العادل من الثروة؟
يا رب لماذا شعوب العالم كله تجري فيها دماء الحرية ومستعدة لأن تدفع أرواحها فداء لحريتها والثأر لكرامتها.. بينما الشعب المصري يبحث دائما له عن بطل يحرره من هذا الظلم الذي يقع للأسف علي أيدي حكام مصريين.
يا رب هل الأفضل والأشرف والأكرم لهذا الشعب أن يموت تحت عجلات قطارات السكك الحديدية أو من التعذيب أو من الأمراض التي تتكالب عليه في عهد حكومات الحزب الوطني، أم أن يموت دفاعا عن حقوقه المهدرة وعن حريته وعن لقمة عيشه؟
نعم، من الأفضل ألا يموت أحد.. ولكن إذا كان مكتوبا علينا أن نختار بينهما، فماذا نختار؟
يا رب لماذا نفس المواطن المصري قصير.. لا قدرة له علي مقاومة الظلم والقهر.. إنما له فقط القدرة علي التحمل والصبر؟
يا رب الحزب الوطني يموت.. ونرتاح.
---
نقلاً عن المصرى اليوم