الجمعة، أبريل 04، 2008

حينما زارتني في المنام


ذهبت أمس ليلاً إلى فراشي كي أنام فطاف بخيالي بعض الخواطر أو الكلمات التي تحاكى الشعر و لكنها ليست بشعر فانا لست شاعراً و لا أجيد كتابة الشعر و لكن سمها ما شئت فهي كلمات ذات رنين موسيقى مثل كلمات الأغاني على أيه حال ليس هذا موضوعنافبينما أنا مستغرق في تلك الخواطر غفوت سريعاً في نوم عميق.و أنا كإنسان لا تأتيني الأحلام كثيراً و إن أتتني فلا أذكرها في الصباح و لكن لا أعلم ماذا حدث في ليلتي أمس.

فقد رأيتها في المنام أتت لي في زيارة رأيتها كأنما أراها في يقظتي أتتني أمي تعاتبني و تشتكى و تبكى و أمي هذه هي وطني و موطني هي مصر لا أذكر كثيراً كل تفاصيل الحلمو لكن أستطيع أن أصف لك ما حدث.

فقد أتتني مصر في صورة سيدة لكنها ليست تلك الصورة التي تعودنا رؤيتها في الصحف القومية خاصة مع أعداد الاحتفال ببرنامج الرئيس عندما تظهر مصر و هي مبتسمة و الرئيس يقف بجانبها و هي تصافحه .

و لكن سيدة حفر الزمن علاماته في وجهها وجه ممتلئ بالتجاعيد .لم يلمسه مشرط جراح تجميل ليصلح بعض مما أصابهاأما ملابسها فهي ملابس بسيطة للغاية تشير إلى سيدة تكاد تقف على خط الفقر لم يصل بها الحال إلى ما بعد هذا الخط حتى الآن .

بالتأكيد ستسألون و ماذا عن حليها التي تتزين بها ؟ خاصة تلك السلسلة التي تتدلى على صدرها محتوية الهلال و الصليب كرمز للوحدة الوطنية و التي نراها أيضاً في الصحف القومية لقد سألتها فقالت أنها قامت ببيعها لتنفق على نفسها بعد أن انقلبت حياتها و أصبحت تتعرض للذل و المهانة !ألم أقل لكم أنها سيدة تختلف كلياً عن تلك التي في أذهاننا!

حينما كنت أتحدث معها كنت عاتباً عليها لرميها أولادها و عدم الاعتناء بهم قلت لها لماذا جعلتيهم يرمون أنفسهم و يركبون البحر و يعرضون أنفسهم للأهوال ؟

كنت متصوراَ أنها قد تقابلني بثورة من نوعية أنا خلفت و كبرت و ربيت أو انى قليل الأدب مثلاً و كيف أنى جاحد فضلها و كيف انه لا يمكن لأحد أن يتحدث مع أمه بتلك الطريقة ؟!!لكنها بكت كثيراً امامى حتى احتضنتها و قبلت رأسها و مسحت دموعها

و أرادت أن تقبل يدي لكن رفضت قالت لي سامحني يا بني لم يكن في إستطاعتى أن أساعدك كنت مظلومة مثلك اغفر لي و اصفح عنى أنا أمك ، اغفر لي و حياة النبي و العدراء و المسيح الحي لم أستطع غير أن أسامحها بعد ما حلفتني بيهم.

لكن سألتها و قلت بلهجة عامية مصريةو انتى يا أمي كنت فين طول السنين دى ، و إيه اللي جابك ؟

قالت : بص يا بنى أنا من حوالي 25 سنة جابنى شخص مهم لدار مسنين عشان يرتاح من همي ، لكن الحق كان بيبعتلى كل شهر فلوس أصرف منها لكن بعدها بحوالي 10 سنين بطل يبعت فلوس و من ساعتها معدش حد بيسأل عليا خالص و لا يعرف عنى حاجة و أنا طلعت من الدار من حوالي شهر بعد ما مديرة الدار رمتني في الشارع بس أنا كنت بتفرج على التليفزيون في الدار و كان فيه معرفش قنوات بتقول إنه أولادي معتصمين في كل مكان في مصر عشان يأخذوا حقوقهم بصراحة أنا كنت مبسوطةو على رأى الست شادية (دلوقتى أقول أنا ليا ولاد )و ساعتها كان نفسي أخرج من الدار عشان أروحلهم و أبوسهم و أحضنهم دول ولادى بصحيح


لقيتها عايزة تمشى خلاص قلت : إيه إنتى رايحة فين و إنتى عندك مطرح تعدى فيه حتروحى فين بس ؟قالت أنا رايحة أعتصم قدام مجلس الوزراء لحد ما يرجعلى حقي!!!

ليست هناك تعليقات: