الاثنين، مارس 24، 2008

مجدى مهنا يسأل : ما هى الوطنية؟

فى الممنوع
بقلم مجدى مهنا
٣٠/٤/٢٠٠٧
منذ يومين طرحت سؤالا: ما هي الوطنية؟ ولم أكن أقصد به أن ندخل في تعريفات نظرية حول مفهوم الوطنية، وماذا يعني الوطن بالنسبة لكل مصري، وكل الكلام الإنشائي الذي تعلمناه وسمعنا عنه في كتب التربية الوطنية.

هدفي من السؤال هو الذهاب إلي أبعد من النصوص والتعبيرات الإنشائية، وهذا اللغو الذي يتردد علي ألسنة البعض، حتي ولو وردت هذه النصوص في قوانين ودساتير، فما هي قيمتها إذا لم تطبق، وإذا لم تتحول إلي واقع حي يعيشه ويلمسه كل مواطن؟
هل الوطنية تعني مثلا أن يحكمنا حزب واحد ٢٥ عاما؟ هل هي أن يجلس رئيس جمهورية علي مقعده طوال ما يزيد علي ربع قرن من الزمان؟ وأن يحكمنا ـ كما قال الرئيس مبارك ـ حتي آخر نبضة قلب؟!
هل الوطنية هي في الطريقة التي تم بها تعديل مواد الدستور مؤخرا، هل هي في تعطيل المواد ٤١ و٤٤ و٤٥ من الدستور المتعلقة بالحريات، بعد التعديل الذي أدخل علي المادة ١٧٩ من الدستور الخاصة بمكافحة الإرهاب؟
هل الوطنية هي بقاء المسؤول في منصبه عشرين أو ثلاثين عاما، أو حتي يلفظ أنفاسه، أيهما أقرب؟ هل الوطنية في انتشار الفساد بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث؟ هل هي في عدم احترام أحكام القضاء المتعلقة بالمعتقلين السياسيين؟ هل الوطنية أن تستمر حالة الطوارئ أكثر من ٥٠ عاما متصلة، هل هي أن يحتفظ رئيس الجمهورية بأكثر من ٨٠% من سلطات الدولة؟
ما هي الوطنية؟
هل هي في أحزاب ضعيفة وهشة يحركها الأمين العام للحزب الوطني كما يشاء، هل هي ما يفعله الدكتور فتحي سرور في مجلس الشعب، بالموافقة علي كل طلبات الحكومة والحزب الوطني حتي ولو تعارضت مع الصالح العام؟ هل هي في إصدار تشريعات بعيدة كل البعد عن الواقع الاجتماعي، ولا تعبر عن مصالح المواطنين؟
هل الوطنية هي في الدور الذي يلعبه الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية؟ أم في الدور الذي يلعبه المهندس أحمد عز إلي جانب جمال مبارك؟
ما هي الوطنية؟
هل هي المضي قدما في سيناريو وصول جمال مبارك إلي مقعد الرئاسة؟ هل هي في الطريقة التي جري بها تعديل المادة ٧٦ من الدستور التي تقصر حق الترشح علي منصب رئيس الجمهورية من الناحية الفعلية علي مرشح الحزب الوطني؟
هل هي في بقاء صيغة العمال والفلاحين في المجالس النيابية؟ هل هي في إصابة الملايين من المصريين بالفيروسات والأورام الفتاكة؟
قولوا لي ما هي الوطنية؟
إذا كانت هي كل ما سبق، فملعونة هي الوطنية، ولا بارك الله فيها، فهي والخيانة سواء، لا فرق بين هذا النوع من الوطنية وبين الخيانة، فكلاهما خطر علي حاضر ومستقبل بلاده.
الوطنية تحولت إلي كلمة سيئة السمعة، يستفيد منها المتاجرون بها علي مدي ٢٥ عاما من الحكم.
ما هي الوطنية؟

ليست هناك تعليقات: